الذكرى ال 63 ل:المظاهرات الشعبية بورقلة ضد سياسةفصل الصحراء27 فيفري 1962 – 2025
تنفيذا لتعليمات قادة الثورة للمنطقة الرابعة ، المتضمنة لزوم تنظيم المظاهرات الشعبية بورقلة يشارك فيها مختلف فئات الشعب و ذلك يــــــــــــــــوم 27 فبراير 1962 و حدد مكان التجمع (بسوق الحجر) بوسط مدينة ورقلة ، فقد اتخذ مناضلو المنطقة التحضيرات اللازمة لإنجاح العملية بتجنيدهم و تسخيرهم ما أمكن من الوسائل.
أسباب المظاهرات الشعبية بورقلة:
رفض زيارة الوفد الفرنسي بقيادة الوزير “ماكس لوجون “القادم إلى ورقلة في إطار مهمة عرض مشروع فصل الصحراء عن بعض الشخصيات الفرنسية (معمرين) وشخصيات جزائرية عميلة .
– تمسك مواطني الصحراء بوحدة وطنهم و شعبهم.
– دعم موقف الحكومة الجزائرية المؤقتة الممثلة في وفدها الذي كان يتفاوض مع الوفد الفرنسي بخصوص وقف القتال .
التحضيـر للمظاهـرة :
بعد تلقي مناضلي المدينة (ورقلة) تعليمات كتابية من قيادة الثورة للمنطقة الرابعة بخصوص تنظيم مظاهرة شعبية ، سارع المعنيون وعلى رأسهم الملازم الثاني محمد شنوفي و مساعده عثمان حامدي و الكاتب عبد الجبار ، سارعوا إلى تحرير خطابات إلى مشايخ المجالس البلدية لجبهة التحرير الوطني المتواجدة عبر محيط مدينة ورقلة وكان عددها(14 مجلسا بلديا) ، و قد تضمنت هذه الخطابات حث و تشجيع لمواطني المد اشر و الأحياء للحضور و المشاركة بقوة في المظاهرة السلمية المزمع تنظيمها صبيحة يوم 27 فبراير، و قد تم تبليغ هذه الخطابات إلى الجهات المعنية في سرية تامة من قبل مناضلين و مواطنين أوفياء للثورة يعملون في الإدارة الفرنسية نفسها .
سيـر المظاهـرة :
اجتمع الناس في “سوق الحجر” بوسط المدينة للتسوق كالمعتاد. إلا أن كثيرا منهم كان متهيأ للمشاركة في المظاهرة المقررة ذلك الصباح من يوم 27 فبراير. المصادف ليوم السبت من أيام رمضان المبارك. و كان من المقرر أن ينطلق جمع المتظاهرين على الساعة الثامنة صباحا. و هو الوقت المحدد لهبوط الطائرة المقلة للوفد الفرنسي. المكلف بملف مشروع فصل الصحراء بأرضية مطار ورقلة. إلا أنه بالنظر لتأجيل مجيء الوفد الفرنسي إلى وقت منتصف النهار أضطر المتظاهرون إلى البقاء في السوق إلى ذلك الوقت. و ما إن عبرت طائرة الوفد أجواء المدينة و كان ذلك في تمام الساعة الواحدة زوالا. حتى هب المواطنون في حشد كبير منطلقين من ساحة السوق و هم يرددون النشيد الوطني. و تارة يرددون هتافات : “تحيا الحكومة المؤقتة” – “يحيا جيش التحرير” – “الصحراء جزائرية “.و اتخذت المظاهرة مسيرتها باتجاه مسجد المالكية و بعدها إلى مقر إدارة نيابة العمالة .
رد فعـل السلطات الاستعمارية :
في هذه الأثناء وصلت تعزيزات أمنية كبيرة. حيث أخذت في تطويق المتظاهرين. ومن ثم غلق المنافذ. في حين كان المتظاهرون يواصلون مسيرتهم في حماس كبير. ولذلك استعملت القوات الفرنسية أسلحتها المختلفة فأصيب كثير من المتظاهرين و سادت فوضى عارمة وسط المدينة و قد دام الحال هكذا إلى غاية غروب الشمس حيث هدأ الوضع .
صـدى المظاهـرة :
بالرغم من قوة السلاح و النار التي سلطها عساكر الاستعمار على المتظاهرين مما تسبب في إصابة عدد كبير من المتظاهرين و استشهاد أحدهم أثناءها و هو المناضل الشهيد : “الشطي لوكال” ، إلا أن الجميع شعر بوحدة الصف و الوطن و الالتفاف حول قيادة الثورة و مناهضة كل المشاريع الاستعمارية فلم يكن بدا للوفد الرسمي الفرنسي إلا أن غادر مدينة ورقلة خائبا دون أن يعقد اجتماعه مع تلك الشخصيات الفرنسية (كبار المعمرين) وشخصيات جزائرية عميلة ،لتمرير مشروع فصل الصحراء وبذلك وضع حد للمؤامرة الكبرى و أجهض المشروع إلى الأبد .


