
سعدي معمر مشعل الثورة ومناضل القضية الفلسطينية
سعدي معمر لمعافي: مشعل الثورة ومناضل القضية الفلسطينية
في صفحات التاريخ المشرقة، يبرز اسم البطل سعدي معمر لمعافي، ابن أولاد معافى بششار، ذلك المجاهد الذي جمع في سيرته النضالية بين نصرة فلسطين وتحرير الجزائر.
مسيرته النضالية كانت استثنائية، إذ انطلق في رحلة جهادية نحو فلسطين، يحدوه الأمل في نصرة القدس والمقدسات. لكن القدر شاء أن يُردَّ من الحدود المصرية الفلسطينية، بعد تواطؤ النظام الملكي المصري انا ذاك مع بريطانيا في إجهاض المقاومة الفلسطينية الإسلامية. لم يثنِ هذا عزيمته، بل واصل نضاله في تونس، حيث شارك في المقاومة التونسية المستعرة آنذاك.
عاد إلى الجزائر محملاً بخبرات نضالية ثمينة، ليبدأ في التحضير لفجر الأول من نوفمبر 1954. وفي تلك الليلة التاريخية، قاد مجموعة صغيرة في عملية جريئة استهدفت ثكنة الصبايحية، وهي ليست مجرد مركز صغير بل ثكنة عسكرية كاملة. خلال هذا الهجوم الجريء، تمكن من قتل الضابط الفرنسي رولند دارنو، رئيس فرقة الثكنة، ليكون بذلك أول قتيل فرنسي في الثورة التحريرية المباركة.

هذا العمل البطولي لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل كان إعلاناً مدوياً لانطلاق أعظم ثورة تحريرية في التاريخ الحديث. فبرصاصات معمر المعافي، أعلن الشعب الجزائري أن زمن الاستعمار قد ولّى، وأن فجر الحرية قد بزغ.
سيرة الشهيد معمر المعافي:
تجسد العلاقة التاريخية العميقة بين الجزائر والقضية الفلسطينية. فهو مثال حي على أن نضال الجزائريين لم يكن محصوراً في حدود وطنهم، بل امتد ليشمل كل القضايا العادلة، وعلى رأسها قضية فلسطين والقدس الشريف.
إن حياة هذا البطل تستحق أن تُدرس وتُوثق بعناية، فهي تمثل نموذجاً فريداً للمجاهد الجزائري الذي جمع بين:
- النضال من أجل تحرير فلسطين
- المشاركة في المقاومة التونسية
- قيادة أولى عمليات الثورة الجزائرية
- تحقيق أول نصر رمزي بقتل اول ضابط فرنسي في ثكنة محصنة
نداء للباحثين والمؤرخين:
ندعو إلى توثيق المزيد من التفاصيل عن:
- رحلته إلى فلسطين وظروف عودته
- نشاطه في المقاومة التونسية
- تفاصيل تحضيره لعملية الأول من نوفمبر
- أسماء رفاقه في المجموعة التي نفذت الهجوم على ثكنة الصبايحية
فسيرة هذا البطل تمثل جسراً يربط بين نضالات الشعوب العربية من أجل الحرية والكرامة، وتؤكد أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت في قلب النضال الجزائري.



