شهداء الوطن

محمد البشير رداح

ولد المجاهد الحاج محمد البشير رداح في العاشر من فبراير عام 1925 بدوار يابوس في ولاية خنشلة، حيث ترعرع في أحضان الطبيعة وتعلم آيات القرآن الكريم في الزاوية. لكن الظروف القاسية التي كان يعيشها الشعب الجزائري أجبرته على ترك مقاعد الدراسة والتفرغ للفلاحة وتربية المواشي. 

الانخراط في العمل الثوري 

منذ صغره، برزت علامات الذكاء والفطنة على الحاج محمد البشير رداح، مما جعله ينضم باكرًا إلى العمل الثوري. انخرط في صفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية مع موسى رداح وغبروري عبدالله، وكان من بين الخارجين عن القانون الذين عملوا بسرية تامة. 

ليلة الفاتح من نوفمبر 

في ليلة الفاتح من نوفمبر، التحق الحاج محمد بالثورة المباركة، مشاركًا في الهجوم على مدينة خنشلة تحت قيادة الشهيد عباس لغرور. عاش في الولاية الأولى، الناحية الثانية، المنطقة الثانية، القسمة الرابعة، وشارك في معظم معارك هذه المنطقة، ومن أشهرها معركة خنقة بلوكيل. 

التدرج العسكري والحياة المدنية 

تدرج في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة ملازم أول. وبعد الاستقلال، اختار الحياة المدنية، عاش بين أهله وشعبه حياة بسيطة ومتواضعة، وكان يقضي معظم وقته في المسجد. 

خاتمة مباركة 

في الثامن من يناير عام 2002، وبعد أن صلى صلاة المغرب، أخذ المصحف ليقرأ آيات من القرآن الكريم، وفي تلك اللحظات الروحانية، سقط على المصحف الشريف وتوقفت روحه الطاهرة عن الحياة. يا لها من خاتمة مباركة لحياة حافلة بالنضال والإيمان. 

تكريم وذكرى 

تبقى حياة المجاهد الحاج محمد البشير رداح مصدر إلهام للأجيال، وعلى الذين عرفوه أن يثروا ذكراه ويحافظوا على تراثه النضالي. ونتوجه بالشكر للأخ توفيق حمادي، أحد أقارب الشهيد البطل علي النمر، قائد الولاية الأولى، باسم أبناء وأهل يابوس وكل من أحب هذا الرجل. رحمة الله عليه وعلى كل الشهداء الأبرار. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى